حدث في مثل هذه الايام من عام 1943، قامت القوات الفرنسية (بالحقيقة كانت قوات سنغالية مرتزقة تنوب عن الفرنسيين في لبنان، ولكن اللبناني لا يهون عليه ان يعترف بذلك ويفضل ان يدعي ان من احتله “أبيض”)، قامت هذه القوات، باعتقال صندوقة بطاطا لبنانية فيها رؤوس كثيرة: بشارة ورياض وسليم وعبد الحميد وعادل وكميل، اقتيد الزعماء (اثنان موارنة، اثنان سنة، واحد كاثوليك وواحد شيعي) دون تمثيل درزي إلى راشيا، بسبب انشغال وليد جنبلاط ليلة الاعتقال بمقابلة مع مارسيل غانم.
على كلٍ، اعتقل القادة اللبنانيون تحت ظروف قاسية، قطع الفرنسيون كونكشن الانترنت عن القلعة وصادرو آيباد الزعماء، واوقفوا خدمات البلاكبيري، فلم يستطع رياض التواصل مع اصدقائه الانكليز، وتم تعذيب الرئيس بشارة نفسياً بمصادرة قبعته والباسه حطة وعقال، ما جعله يشعر لوهلة انه عربي، اما فتى العروبة الاغر، كميل شمعون، فتم وضعه في زنزانة واحدة مع ثلاثة فلسطينيين، ما جعله يعترف بكل شيء، كما لم تسمح ادارة السجن للمعتقلين بمشاهدة آخر حلقة من مسلسل مهنّد، ما دفع منظمة الصليب الاحمر الدولي لمناشدة الفرنسيين بتطبيق معاهدة جنيف، والسماح لمريم نور بزيارة المساجين.
بعد هذه التصرفات الهمجية من الاحتلال الفرنسي، قامت مجموعة من الشباب الوطني اللبناني، بتشكيل أن جي أو، وقدموا طلب تمويل الى الUs aid، نظموا على إثرها ندوة ضخمة، أرعبت القوات المحتلة، أتبعوها بمداخلة على قناة الجزيرة، فضحوها فيها الجنرال ديغول وعرضوا صور عارية له، لم تقتصر المقاومة اللبنانية فقط على تشكيل أن جي أو، بل قامت مجموعة شباب أخرى، بفتح مجموعة على الفيسبوك، دعوا فيها لمقاطعة برج ايفل، والتصويت لمغارة جعيتا، الفنانون اللبنانيون لم يغيبوا عن الحدث، إذ أدت الفنانة صباح ديو مع الفنان انريكيه اغليسياس، ولبس الفنان عاصي الحلاني جعبته العسكرية وركب حصانه وصور فيديو كليب وطني قلن فيه انو لبناني.
بعد هذا التوتر في البلد، وبخطوة تضامنية من الاشقاء العرب، ومع استمرار اعتقال القادة اللبنانيين، قام الملك السعودي عبد الله عبر قناة روتانا، بعد كليب هيفا مباشرة، بتهديد فرنسا بمقاطعة أمراء آل سعود لكازينوهات باريس، واطلقت المخابرات السورية تحذيراً الى السفارة الفرنسية بدمشق من “اعتصام عفوي” يقتحم السفارة فجأة ويحرقها، أما المجلس العسكري المصري فأعلن عن اعتقال اربع اصابع خارجية، وست أيادي خفية، تعبث في الوضع اللبناني.
أما في لبنان، تعرض الرئيس امين جميّل لحالة اغماء لأن الفرنسيين لم ينتبهوا لوجوده ونسوا اعتقاله، واجرى النائب السابق مصطفى علوش، ورئيس حزب البعث فايز شكر، مناورة عسكرية مباشرة على قناة الام تي في، كتحذير للقوات الفرنسية، أما رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن، فقد دعا إلى اضراب عمالي اذا لم يتم الافراج عن القادة، ولكن تدخل المفوض السامي الفرنسي نابي برّي، اجبر غصن على الغاء الدعوة، ومع تدهور الاوضاع، قامت فرقة خاصة من رواد بارات الجميزة، بالتعاون مع رابطة رواد المعاملتين، وادارة كازينو لبنان، بعملية كوماندوس، احتلوا على إثرها اذاعة نوستالجي، وبثوا منها اغان لعبد الحليم حافظ.. أمام هذا التصعيد، أعلن الاحتلال السنغالي، الفرنسي، الاحكام العرفية، وقرر بهمجية منقطعة النظير، معاقبة الشعب اللبناني عقاباً جماعياً عبر… اطلاق الزعماء وتسليمهم الحكم، واستلموا منذ حينها، هم وسلالاتهم، حكم الوطن لبنان، حراً سيداً مستقلاً.
أخيراً، يستطيع المعجب بمسرحية الاستقلال، وهذه الكذبة التاريخية الكبيرة، أن يشتري أي نسخة من كتاب تاريخ لبنان، ثم يبله بمياه ساخنة، ويشربها صباحاً على وقع النشيد الوطني، وابحثوا ايها اللبنانيون، في تاريخكم المزور، عن من ينصف المقاومين الحقيقيين الذين اغفلهم لبنانكم هذا: ادهم خنجر، ملحم قاسم، صادق حمزة.. وغيرهم، ممّن استبدلهم التاريخ الكاذب، بحفنة بذلات رسمية، وعملاء وتجار